الأردن يعلو فوق الجميع .... توجيه بوصلتنا نحو تطوير التعليم


Image result for ‫تطوير التعليم في الأردن‬‎

الأردن يعلو فوق الجميع .... توجيه بوصلتنا نحو تطوير التعليم


بعد أن عادت الحياة إلى مدارسنا وقرعت الأجراس فيها، أجد لزاماً علي أن أعلق الجرس وأدعو بصوت عال إلى ضرورة اجتماع كلمتنا وتوجيه بوصلتنا نحو تطوير التعليم. فهناك قضايا تحتاج إلى عمل دؤوب وجهود صادقة من أجل الارتقاء بالتعليم. إنه من نافل القول بأهمية التعليم في وطننا، فالتعليم هو الرافعة التي تتكئ عليها التنمية الشاملة، ورأسمالنا الذي يقوم بهذه التنمية هو الشباب المتعلم الواعي المتسلح بالتدريب والعزيمة القوية. وهذا يستوجب منا جميعاً الغيرة على التعليم والحرص على إطلاق المبادرات التي تعلي من شأنه، وفي الوقت نفسه مباركة المبادرات التي تولي التعليم جل اهتمامها، وتسخر جميع الإمكانيات من أجل النهوض به.

جدير بنا أن نفخر بأن رأس الدولة جلالة الملك عبد الله قد وضع التعليم وتطويره في مقدمة أولوياته منذ توليه العرش، وقد وجه جلالته لتوفير البيئة المناسبة بما يكفل تحقيق ذلك، وتزويد المعلمين والمتعلمين بالأدوات التي تمكّنهم من المساهمة في تطوير أنفسهم وبلدهم. وظل التعليم هاجسه، إذ خصص له الورقة النقاشية السابعة التي أشار فيها إلى التحديات التي تواجه قطاع التعليم في الأردن، مطالباً الجميع، شعبا وحكومة ومؤسسات خاصة وعامة، ببذل الجهود لتجاوزها، وتأمين الاحتياجات الضرورية من أجل بناء قدراتنا البشرية من خلال منظومة تعليمية شاملة ومتطورة. كما وأطلق جلالته الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية للأعوام (2016-2025)، هدفها وضع إطار عمل لكافة القطاعات المعنية بالتعليم، وصولاً إلى تنمية بشرية متكاملة تمكننا من بناء قدرات الأجيال، وتسليحهم بأدوات العلم والمعرفة والتميز والإبداع والابتكار والريادة، لخلق شباب وشابات مؤهلين وقادرين على رفع تنافسية الأردن إقليميا وعالمياً بإبداع وابتكار وتميز.  
وما يملؤنا فخراً أن جلالة الملكة رانيا أيضاً تولي التعليم أهمية قصوى، وهو هاجسها الذي لا تفتأ تتحدث عنه وتعمل ما في وسعها من أجل تطويره، لا تكتفي بتوصيف الواقع بل تطرح خطط عمل واضحة، وتطلق المبادرة تلو الأخرى، وتنشئ مؤسسات تعنى بالشأن التربوي، وذلك للخروج من دائرة ثقافة اللوم إلى أفق الإبداع، ومن قمقم السلبية والقبول بالأمر الواقع إلى فضاء الأمل والإيجابية. ولعل مؤسسة الملكة رانيا لتدريب المعلمين خير دليل على اهتمام جلالتها بالتعليم، فهذه المؤسسة الرائدة وضعت نصب عينيها تدريب المعلمين وتأهليهم ليغدوا متميزين مبدعين مبتكرين قادرين على خلق حالة من التعلم والتعليم داخل غرفة الصف وخارجها. وحري بنا أن نزهو بهذه المؤسسة التي لا تبتغي سوى تأهيل المعلم ومصلحة الطالب والنهوض بالتعليم، ولكننا أحياناً نضع العربة أمام الحصان، ونحارب من حيث لا ندري مؤسسات ناجحة بدل أن ندعمها بكل ما أوتينا من قوة.

نعي جميعاً أن جامعاتنا تخرج الآلاف من حملة شهادة البكالوريوس في اللغات والعلوم والإنسانيات، إن هؤلاء الخريجين يمتلكون معرفة في تخصصاتهم، ولكنهم لا يمتلكون الأدوات التي تجعلهم قادرين على الوقوف بثقة أمام طلبتهم. إن الحصول على المعلومة اليوم أمر يسير جداً، ولذلك فالمعلم الذي لا يمتلك أدوات البحث وأساليب المحاججة وطرائق التواصل لن يستطيع الاستمرار في مجال التعليم أو أنه سيشعر بالإحباط فيصبح عبئاً على عملية التعليم، وهذا ما لا نريد الوصول إليه إن أردنا تحويل العملية التعلمية إلى حلقات نقاش وجدل وبحث مستمر. ولهذا فوجود مؤسسة تعنى بتأهيل المعلمين قبل دخولهم غرفة الصف مكسب كبير للمعلم نفسه ثم للعملية التعلمية برمتها.

إن المؤسسة تسهم إسهاماً كبيراً في رفع سوية التعليم، وتمنح الثقة للمعلم وتسلحه بكل ما يصب في مصلحة التعليم، إنها تزرع الأمل في مسيرتنا التعليمية، وتنحاز للمعلم المبدع المبتكر الذي يطمح في تخريج شباب وشابات مؤهلين وقادرين على المنافسة عربياً وعالمياً بإبداع وابتكار وتميز. إنها مفخرة للأردن علينا دعمها، إنها قصة نجاح علينا الاحتفاء بها والتعاون معها، ومباركة جهودها، فهي مؤسسة غير ربحية تعمل على تطوير منظومة التعليم بعيداً عن حسابات الربح والخسارة. إنها تشق مساراً مبدعاً للخريجين المتحمسين لكي يبدأوا حياتهم العملية مفعمين بالثقة مسكونين بالأمل مشبعين بالطموح، وترفع من تنافسية المعلمين من خلال جوائزها المختلفة وتحثهم على التحليق بعيداً في تعلمهم وتعليمهم. وهذا كله سيعود بالنفع على بناتنا وأبنائنا، الأمر الذي يصب في صالح الوطن والشعب الأردني الذي يراهن على موارده البشرية. فكل التقدير لهذه المؤسسة وأمنياتنا لها بدوام التقدم والإبداع في كل ما تقوم به فتترك أثراً بيّناً في العاملين في حقل التربية والتعليم.

هيفاء نجار 


تعليقات

المشاركات الشائعة