حفل تخريج طلبة الأهلية والمطران للعام 2018




أن نظل حيث كنا يعني أن نتوقف وبالتالي نتراجع، لذلك نتجه دائماً نحو شيء آخر.. نعيش في ولادة مستمرة ودائماً على عتبة أفق جديد.. نجدد دروبنا، نحسن التعرف إلى خطواتنا، نفتح أبواب مناخ جديد، لا نكتفي بالناجز، ففينا ظمأ شديد لزيارة المستحيل، نعمل كي نبتكر للأشياء أسماء تتجدد بلا نهاية.. نتآخى مع جذور الأشياء لا مع جرس كلماتها... نتحد بالشمس لنظل نشعر أن فينا طاقة لا نفاد لها.
نرفض الطمأنينة البليدة ونعانق الحيرة الخلاقة، نتخلى عن الثبات الآمن ونستسلم لحرية المجازفة، وننحاز إلى المعرفة فقط لأن الذات لا تتحرر حقاً إلا إذا مارست المعرفة كشفاً وإفصاحاً بحرية كاملة.



نعيش هذه الأيام مرحلة حساسة من تاريخ أمتنا العربية، ويدفع الأردن ثمناً باهظاً لهذه المرحلة، ولكنه لم يهن ولم يضعف، وبالرغم من الأعاصير التي تحاول زحزحته عن ثوابته الوطنية، وفي مقدمتها دعمه الكبير للقضية الفلسطينية ووصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية، إلا أنه لم يساوم ولم يهادن. وهو في خضم الأحداث التي تجري حوله اجترح المعجزات وظل صامداً على جميع المستويات، وهذا مصدر فخر واعتزاز لكل أردني، ومبعث لبذل أقصى جهودنا من أجل نمائه وتطوره، ونحن إذ نقف على بعد يومين من الذكرى الثانية والسبعين من استقلاله أراه يزهو بثوب نسجت خيوطه من محبة ونور، أقول له: بعد الآن لن تكون الأردن فحسب، بل ستكون الإنسانية، بعد الآن لن تكون قومياً منحصراً في مكان فحسب، بل ستكون كليّ الحضور في كل مكان إشعاعاً وتألقاً. كل عام وأنت أجمل وأبهى.
وفي غمرة احتفالاتنا لن ننسى غزة، وسنظل ندافع عن حقها في الحرية والوجود. وبرغم المعاناة والألم سيظل بحرها هادراً في وجه العدو وسينبت من بين ركامها ودماء شهدائها زهرات الأمل والحياة.

لكي يغدو الأردن النموذج الزاهي الذي نحب فلا بد من المجازفة والجرأة والتجديد وشجاعة العقل والقلب معاً، وهذا ما نجده عند الشباب، لذلك عليهم أن ينالوا فرصهم، ليتم التجديد على مستوى الفكر والرؤى والقرارات، وهم يمتلكون مفاتيح الإبداع القادر على معانقة الكون وإضاءة الحياة الإنسانية.
إننا أحوج ما نكون اليوم إلى البناء وليس التكديس، وأمامنا فرصة تاريخية لذلك، فحينما تجتمع عناية الدولة ورعايتها مع همة الشباب المتحمس الحالم المبتكر سنحقق أهدافنا في التطور والنماء. فشخص واحد عاقد العزم يمكن أن يقوم بتغيير كبير، ولكن مجموعة صغيرة من الأشخاص عاقدي العزم يمكنها أن تغير مسار التاريخ.
وهذا هو الأمل بشباب وطننا الغالي لننهي فصول الجفاف، ويزهر في وطننا وعد واعد بأن الأجمل لم يأت بعد.

الخريجات الغاليات.. الخريجون الأحباء
إياكم والسير في الطريق التي يقودكم الخوف إليها، بل سيروا حيث يأخذكم الحب وتجدون الغبطة والنعمة.
لا تستسلموا لسحر الرماد بل أوقدوا المشاعل دائماً
إن كنتم تريدون الحياة فعليكم المجابهة لتتخلصوا من الثبات الذي تظنونه طمأنينة
لا يكفي أن تروا النجوم، عليكم أن تجعلوها تتحدث معكم.
التاريخ مسرح لا يستقبل إلا أولئك الذين يرون الآن ما لا يُرى إلا غداً. دعوا التاريخ يفتح لكم أذرعه.  
والله معكم يحميكم


تعليقات

المشاركات الشائعة