تعزيز دور المرأة من أجل مستقبل أجمل وأبهى وأكثر أمنا
إننا نعيش في عصر يتغير بتسارع
شديد، فيفرز تحديات كبيرة، ولكن في الوقت نفسه هناك فرص، علينا أن نبحث عنها
بأناة، نحفر عميقاً من أجلها، نُعمل العقل من أجل استغلالها والتعامل معها بإبداع
وابتكار. علينا الخروج عن المألوف وكسر أصفاد العادة، ومحاربة داء السهولة، وهذا
يعني أن تخرج المرأة من الإطار التقليدي المرسوم لها، ولن يتأتى ذلك إلا بوجود المرأة
القوية الواثقة من نفسها، القائدة المنتجة الخصبة والكثيفة، والتي تعطي الجميع بلا
حدود وبسخاء مغلف بالمحبة.
إن نماء أوطاننا
يتطلب أن يكون للمرأة دور مهم وإسهام كبير، فنحن بحاجة لنصف المجتمع الجميل بقوته
الكبيرة وعطائه اللامحدود لنسهم كلنا في عملية البناء والتطوير، إن إحصائيات
المجلات المختصة بالاقتصاد والدراسات التي تعنى بالمرأة تقدم لنا أرقاماً صادمة
لإسهامات المرأة الأردنية في الاقتصاد والتنمية، وهذا متناقض تماماً مع وضع المرأة
التعليمي، فإذا كانت المرأة متعلمة ولا ينقصها الذكاء والحكمة والحنكة فلماذا لا
يكون لها دور كبير في عملية التنمية برمتها؟ لعل هذا
السؤال يثير القلق والاستغراب؟ فما زالت مساهمة
المرأة الأردنية في الحياة السياسية هزيلة بعض الشيء، وما زال تمثيل المرأة في
المواقع القيادية ومواقع القرار في الأردن دون المستوى المطلوب أو المستوى الذي
نطمح إليه، وبخاصة في مجتمع نسبة تعليم المرأة فيه مرتفعة جداً، ونسبة ذكائها وحضورها
عالية جداً. وهذا أمر مؤسف، ولكن ذلك لن يقف حائلاً دون تميز المرأة وتوسيع
مشاركتها.
كما أنه على المرأة الأردنية اليوم أن تثبت أن دورها ليس مقتصراً
على العدد فحسب، وإنما هو حضور نوعي وفعال ومؤثر، وبالرغم من أنها استطاعت اقتحام
كل المجالات بدون خوف أو وجل، وهي اليوم حاضرة في كل الميادين، وأصبحنا نفتخر في
الأردن بالدور النسائي النشط، حيث سجلت المرأة الأردنية قصص نجاح عديدة وفي مجالات
مختلفة، لكن التحديات ما زالت كبيرة أمامنا، وهي بذلك لا تنفرد عن وضع المرأة في
العالم العربي ولا حتى في بلاد العالم المختلفة وذلك بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
ولعل أبرز التحديات تكمن في توفير فرص التعليم والتدريب الكفيلة بتمكين المرأة من
المنافسة. ولكننا نؤمن بأن المرأة الأردنية وكغيرها أيضاً من نساء العالم العربي
والعالم أجمع قادرة على الإنجاز والمساهمة في تطوير عجلة الإنتاج عبر المشاركة
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الفاعلة، الأمر الذي يسهم في تحقيق النموّ
الاقتصادي من جهة، والتنمية السياسية والتنمية الشاملة من جهة أخرى.
إننا في العالم العربي نتكئ على إرث
حضاري عريق ساهم في بناء حضارة العالم أجمع، دعا إلى تمكين الإنسان، رجلاً كان أو
امرأة. وهذا الإرث الحضاري سيعود ثانية على يد المرأة لأنها تمتلك مشروعاً حضارياً
شاملاً، تدعو من خلاله إلى السلام والأمان والمساواة والعيش المشترك والتعددية،
حينئذ ستكون الحياة أجمل وأبهى.
العين هيفاء حجار نجار
تعليقات
إرسال تعليق